سيدي البعيد 3

لو تدري
كم أحبُ...أن أكتبَ لك يا بعيدي


بالرغم من أنك..لم تكن لتمتلك الوقت
لتحُبني
ولم تحاول يوماً أن ...تفهمني
فالكتابة لك.. صارت
من طقوس عشقي

فتعال لأنثر حولك بخوري...
وعلى صحائف صماءٍ
أقدمُ لك قرابيني ونذوري
وأسفح فدى عينيك...ياسمينا
وفلاً ..وجوري

.........

ستدوخُ بتعاويذ شعِري
ويُصبحُ كلكَ..ملكي


وأنتَ تقرأُ رسالتي
سأشعرُ..بدفيْ أنفاسك
وأسمعُ صراخَ.. لهاثك

ستفتحُ الريحُ شباكي..ويبللُ المطر أوراقي

..حين تتساقطُ دمعاتك

ستضمّ رسالتي الى صدرك

حينها..وأنا في البعد
سيدقُ قلبي..مع تسارع ِ دقاتك

وسأعلمُ يابعيدي أني..مازلتُ حُبكْ
وأني ما برحتُ يوماً... ذاتكْ
وأن وصول بريدي هو ...جلّ أمنياتك
وأنكَ يوم قررت الرحيل عني

كنت تمارسُ...أعظمَ هفواتك

رسالة..منه

وبعد كل تلك السنين
رسالةٌ منك..
تأتيني
كحلمٍ شاردٍ..يراودُ عيني
ضوء فنارٍ..
يبددُ وحشة ليلي
... الحزينِ

رسالة ..منك
إلى صدري أضمها
ألثمُ حروفها...
أبحرُ بين سطورها
أشمّا..أشمهّا
علّ شيئاً من عطرك..
غافٍ بها

رسالةٌ منك..
بين يدي
فيا شمسَ خريفي..اغرُبي
وياطيور..غردي
ويا نسيماتَ الصباح في حجرتي
..شرّفي
ويا فراشات الحقل..
عند شباكي حلقّي
اليوم..
مَلكتُ الكون كلهُ ..بين يدي

رسالةٌ منك..
بين يدي
فاغمضي يا عين..
جفنكِ المتعبِ
ويا دموعَ الفرح..اذرفي
وريش الوسادة..
..خّضبي
ويا سماءَ الغربةِ..
اسمعي
وهذا الصدى...رددي

أنا...في بالهِ
أنا... في باله
ِِفمن في الدنيا مثلي.
..مُسعَدِ؟؟؟
ما همّني ..البعدُ
ماهمّني..البعدُ...
ما دامت
رسالةٌ منهُ..بين يدي

ضيف

حاملاً حقائبَ..وحدتكْ
متباهياً..
بخيبات إنتصاراتكْ
تتجولُ
في ضياعاتي..
تتسكعُ
في أزقة..غربتي
تأتيني ضيفاً..في الخريف

ويحكْ..
لا تقرب من سمائي
لا تنثر نجوماً..فوق أشلائي

لا تدخل مساحات ِحزني..
..فقد أوصدتُ
بوجهكَ... كل أبوابي

لا تضئ قناديلَ..عتمتي

سيدهشُك

كم صارت حطاماً..فصولي

سيدهشُك

كم يابسٌ هو..عشبُ حقولي

ويحكْ...لا تنثر شذاكَ في يبابٍ ...

ستوقظُ الأمواتَ
في .. قبوري

أمراة..عصرية

الليلة سأغلقُ بوجهكَ..شباكي
وأمسحُ صورتكَ..من أحداقي
سأقُيمُ حواجزا تمنعك من دخول عقلي
وأنامُ مليء..جفني

الليلة..سأتصرفُ بمنتهى الحضارة
سأعترفُ بالخسارة
وأثبتُ بكل جدارة
أني أمراةً
تؤمنُ بقانون..الحريم
وأرضى أن يكون لي..في حبكَ غريم

لأني أؤمن أن الرجال ومنذ بدأ الخليقة
لا يكتفون بأمراةٍ واحدةٍ
لا يكتفون ب ..حبيبة


الليلة..سأوئد أحلامي
وأعقدُ هدنةً مع...أحزاني
وأتوسلُ لآ لامي...أن ترحلَ عني
وتنساني

........
الليلة.....
ياويلي الليلة من..أفكاري
ياويلي من غضبي ..ونيراني
لا..
لستُ أنا ألتي ترضى بما يأمرُ به الخليفة
لستُ أنا حين تشأءُ أتيكَ ...وليمة
لست لوحةٌ من لوحاتك
لستُ تمثالا يزيّنُ..صالاتك
ف عالمي صار غريباٌ عنك
وأنت لا زلتَ كما أنت
عبدٌ..لنزواتك

مقامات الغربة 1

أعلمُ أنك غاضبٌ مني
أعلمُ أنك تعتبُ..عليّ
لأني ولأيامٍ..مضت
لم أكتب فيك شعراٌ,أو نثراً
لم أنظمَ فيك..قصائدَ وردية
لكني مغلوبةٌ يا رفيقي
..وأمري ليس بيديّ

........

لأنك رائعٌ..وممتعٌ..بطعم قهوة الصباح
ولأن الكون يُصبحُ ..فردوسا
حين يضحكُ وجهكَ لي..في الأقداح
ولأنك تمرُ..كاليمام
فتهدأ الأعاصير والبحار
...وتعجُ برودةٌ لذيذةٌ ..
في الرياح

ولأني أحاكيكَ كل يوم
في يقظتي ..ومنامي
في المساء .. وفي الصباح

أصدرَ المنفى بحقي.
...أحكاما عرفية
أمروني أن أغلقَ..نوافذ قلبي
وألاّ أراكَ..في أحلامي
وأ لاّ نتحدثَ..سويّة

قرروا
أنكَ إدمانٌ..وداءٌ عضال
ينخرُ عظامي...ويأكلُ..رئتيّ

.......

أخذوا مني..أقلامي
صادروا كتبي..وأشعاري
غسلوا دماغي..وأفكاري
وأعطوني أقوى مُهديءٍ في الوجود
تركوني ..لأنام
ظنوا.. أنهم
قتلوا في داخلي كل الوعود


..........


حين صحوتُ في اليوم التالي
كان وجهكَ ..في كل الزوايا
كان طولَ الليل.. بجواري
يحكي لي عن مهرجانات الأضواء
حول القباب الذهبية
عن درابين الكرخ ..وجسر الجمهورية
ويُسمعني أحلى مقام.. للغزالي*
ومن الجنوب.. أعذبَ أبوذية

*المغني الراحل ناظم الغزالي