Wednesday, December 30, 2009

مقهى الذاكرة9

كيف حالك يا نادل..
إنها ليلة رأس السنة

..هيء إبريق الشاي..
وافرش لنا...طاولة

الليلة لي لقاء...
بكل شاعر عاش في الغياب
..يستجدي الفجر
في أروقة المنافي الظلماء
يحلمُ ..بعرس النهر
بوجه أمه الضاحك...رغم الألم والقهر
بنسيم يرطب عشب الذاكرة
ويسترجع شريط العمر..
من أوله..لآخره
.....
إنها ليلة رأس السنة
موسيقى في كل مكان
تتراقص الشوارع تحت الأقدام
تتمايل الأقداح
.....
شاعرٌ وحيد
يهيم على.. أرصفة صماء
في ضجة الليل ..يصدح بالغناء
ثم يجهش بالبكاء
.....
آه... يا نادل
ليلٌ بغير كرامة ..ما أطوله
.....
تقاسيم ناي...تتسلل لمسمعي
كأني أسمع الجواهري..يشدو
ونازكَ شوقا...للعراق ترنو
كأن السياب يعانق جيكور
بلند.. يغني للحرية
والبياتي يقرأ نصوصا شرقية
والنواب.في الشام..يقول
..*يا قاتلتي بكرامة خنجرك العربي

كأنهم كلهم معي...
.....
يكتظ مقهاي بالحضور
يأتيني رجل المنوليا...
ألمح بيتي العتيق
ووجه..أمي وأبي...
ونظرةٌ حيرى لم تفارق عيني أخي
أمسكُ بيديه..
أتحنّى بدمائه...بوجعه
وأقول
دماءك...دمائهم للوطن...أغلى هدية
تنطفيء الأضواء...
أعانقهم..كلهم

فألمح بلادي... تضحك كصبيّة

Thursday, December 24, 2009

مقهى الذاكرة 8



*و انخطفت روحي وصاح القطار

ورقرقت في مقلتيّ الدموع

سحابة تحملني ثم سار

يا شمس أيامي أما من رجوع

(بدر شاكر السياب)

…يانادل

حلمت بالأمس أني..

في مدينة الشمس والنهار

فرّ قلبي ..من الضلوع

لسعهُ برد المنافي...فأصابه احتضار

صاح.. يامدينة البخور والتمور

أما من رجوع؟

.....

في ممالك الضباب.. وغابات الزيتون

تتكسر القصائدُ..من البرد

.....

قلتُ لهم ... لا أحب الشتاء

لا تأخذوني صوب ممالك الوحدة والبكاء

.....

انصت.. لثرثرة الرمال ..

امض ِ..

لن يؤرقهم رحيلك

أنت وشم تعرفه ..متاحف العالم

ينام في سراديب السرّاق

.....

في معطفي..مخطوطة من الغار

..لمسلةٍ

ونهر..يحفظ صورة وجهي

.....

تبا...

ما ألعن شاي المقاهي...

مذاق آخر قدح شاي .. من يدّ أمي

مايزال عالقا..بفمي

.....

قال لي عراف

رقمكِ أربعة..

تصاهرين المنافي

كلما هنأت برقاد..

تأتيك زوبعة

ضحكت...وقلتُ ...

لا أحد يتقن الوحدة..مثلي

ههه ..ماأروع ...إرثي

.....

العشق في المنافي

ليس له طعم يانادل

يحيا في كنف الخواء

أشجار لاتثمر في مواسم العطاء

.....

وهو ..

كان ألوان صيفي

وأرجوحة صبحي ..

وربيع البساتين

هو...

..آخر وطن يغادرني

يزرعني أشواكا..

ويكبلّني بالأسوار

.....

من يمنح بسمةً..للمتعبين ..؟

في كل بقعة ..أبحث عن شمس ونهار

..عن وطن

المدى...لايهبني سوى الشجن

وأسورا..تشبه أسوار بلادي


*العودة لجيكور

قنديل أندلسي


وكأني أجلس في باحة بيت أندلسي

يزدحم بالشجيرات..

تنزلق الأغصان

من الشرفات

أغلقُ نوافذ التعب

أغمضُ عيني ..لأستريح

.....

أنا قنديل ..

توقده الشمس..

أنا موشحٌ أندلسي..

يطربُ لأغاني الأمس

.....

دع هذه الموسيقى.. تدور وتدور

.....

أيها القادم ..من رماد ارتيابي

ما الذي يغريك في شتائي؟

طيفكَ العشريني...

بماذا بعدُ... سيعدني؟

ذاك الوجه ..

وتلك العينان

بماذا ستغريني؟

.....

انبلاجك في الأفق

يأذن للطوفان

عبثا...

تكفنُ ملاءتي...صراخي والنحيب

.....

لا تخبرني..عمّا تحمله قوافلك

لا تخبرني..عما يؤرق ليلك

ولا تحدثني عن ألوان هواجسك

ليس لديّ ..ما أهب

فما تبقى شيءٌ..من زاد سنيني

.....

دع هذه الموسيقى تدور ..وتدور

دع الوجد ..وارتيابي يبحران

كالفلك المسحور

فأنت يا مُنى النفس... إعصار

غير الركام والحطام

لا يُهديني

.....

ليس صُدفة...أننا عشقنا

وأننا كنا..الحكاية..

في صدَف الوقت

لم يكن صدفة

زحف الجليد... إلينا

وسقوطنا...الجليل

من الشجر

نحن اخترنا النهايات

واخترنا ..

أكل المحرم

من الثمر..

.....

كما لم يكن صدفة..

أن يصاهر مُدني ...المغيب

وألاّ تتركَ لي غير...

خريف ..يراقصني

يخوضُ معي ..حوارا عقيما..عقيما

فيما تمضي أنتَ...بعيدا عني

وتقتلني ..

Thursday, December 3, 2009

أنهُ...تشرين


عند شباكي..

تصفرُ ريح تشرين

كأنها تقرأ وجدي

كأنها تشاطرني ..الأنين

.....

تتساقطُ أوراق الشجر

المواسم.. ينالها الضجر

تهاجر النوارس...

وترحل اللقالق

يُمسي وحيدا ...ذاك النهر

......

اجرِ يانهر..

قبل أن ينالك الجفاف

فكل السنين باتت...عجاف

جرفك..يشتاق لأحاديث الأمس

ونديمك اليوم ..صار الحجر

أجرِ ..والتقيني

عند كوخ الطين...

قبّل.. رداء الوبر

مّر..عند بيتنا العتيق

وانصت لغناء الربابة والوتر

لنختم يانهر...المطاف

نتوسم حلما...قادما

من آخر المسافات

من آخر الضياعات

أما تعبتَ من الوحدة...

ومن عيش الكفاف؟

.....

الليل يحتضن الجبل

للقلق...حفيف

ايقظ الأضواء

دعها تومضُ..عند الهضاب

ليبقى نابضا...هذا الأزل

وارقب ... الريح

تلوّح بالخرق المعلقة..

وتدور بأوراق الشجر

ترقص ...

رقصةً..للقمر

.....

متعبٌ أنت ...يانهر

يغريك تشرين ...بالمطر

برقاد يأخذ العمر في غيبوبة البنفسج

...لا تأمل...

الغيوم ...تأتي و ترحل...

على..عجَل

تتركنا تائهين...مجرّدين

نحرث الصمت في محطات الكدح والترقب

فاوقد النار...

واعزف الألحان...

ولنرقص لليل...للقمر

2009-12-01