Wednesday, December 30, 2009

مقهى الذاكرة9

كيف حالك يا نادل..
إنها ليلة رأس السنة

..هيء إبريق الشاي..
وافرش لنا...طاولة

الليلة لي لقاء...
بكل شاعر عاش في الغياب
..يستجدي الفجر
في أروقة المنافي الظلماء
يحلمُ ..بعرس النهر
بوجه أمه الضاحك...رغم الألم والقهر
بنسيم يرطب عشب الذاكرة
ويسترجع شريط العمر..
من أوله..لآخره
.....
إنها ليلة رأس السنة
موسيقى في كل مكان
تتراقص الشوارع تحت الأقدام
تتمايل الأقداح
.....
شاعرٌ وحيد
يهيم على.. أرصفة صماء
في ضجة الليل ..يصدح بالغناء
ثم يجهش بالبكاء
.....
آه... يا نادل
ليلٌ بغير كرامة ..ما أطوله
.....
تقاسيم ناي...تتسلل لمسمعي
كأني أسمع الجواهري..يشدو
ونازكَ شوقا...للعراق ترنو
كأن السياب يعانق جيكور
بلند.. يغني للحرية
والبياتي يقرأ نصوصا شرقية
والنواب.في الشام..يقول
..*يا قاتلتي بكرامة خنجرك العربي

كأنهم كلهم معي...
.....
يكتظ مقهاي بالحضور
يأتيني رجل المنوليا...
ألمح بيتي العتيق
ووجه..أمي وأبي...
ونظرةٌ حيرى لم تفارق عيني أخي
أمسكُ بيديه..
أتحنّى بدمائه...بوجعه
وأقول
دماءك...دمائهم للوطن...أغلى هدية
تنطفيء الأضواء...
أعانقهم..كلهم

فألمح بلادي... تضحك كصبيّة

Thursday, December 24, 2009

مقهى الذاكرة 8



*و انخطفت روحي وصاح القطار

ورقرقت في مقلتيّ الدموع

سحابة تحملني ثم سار

يا شمس أيامي أما من رجوع

(بدر شاكر السياب)

…يانادل

حلمت بالأمس أني..

في مدينة الشمس والنهار

فرّ قلبي ..من الضلوع

لسعهُ برد المنافي...فأصابه احتضار

صاح.. يامدينة البخور والتمور

أما من رجوع؟

.....

في ممالك الضباب.. وغابات الزيتون

تتكسر القصائدُ..من البرد

.....

قلتُ لهم ... لا أحب الشتاء

لا تأخذوني صوب ممالك الوحدة والبكاء

.....

انصت.. لثرثرة الرمال ..

امض ِ..

لن يؤرقهم رحيلك

أنت وشم تعرفه ..متاحف العالم

ينام في سراديب السرّاق

.....

في معطفي..مخطوطة من الغار

..لمسلةٍ

ونهر..يحفظ صورة وجهي

.....

تبا...

ما ألعن شاي المقاهي...

مذاق آخر قدح شاي .. من يدّ أمي

مايزال عالقا..بفمي

.....

قال لي عراف

رقمكِ أربعة..

تصاهرين المنافي

كلما هنأت برقاد..

تأتيك زوبعة

ضحكت...وقلتُ ...

لا أحد يتقن الوحدة..مثلي

ههه ..ماأروع ...إرثي

.....

العشق في المنافي

ليس له طعم يانادل

يحيا في كنف الخواء

أشجار لاتثمر في مواسم العطاء

.....

وهو ..

كان ألوان صيفي

وأرجوحة صبحي ..

وربيع البساتين

هو...

..آخر وطن يغادرني

يزرعني أشواكا..

ويكبلّني بالأسوار

.....

من يمنح بسمةً..للمتعبين ..؟

في كل بقعة ..أبحث عن شمس ونهار

..عن وطن

المدى...لايهبني سوى الشجن

وأسورا..تشبه أسوار بلادي


*العودة لجيكور

قنديل أندلسي


وكأني أجلس في باحة بيت أندلسي

يزدحم بالشجيرات..

تنزلق الأغصان

من الشرفات

أغلقُ نوافذ التعب

أغمضُ عيني ..لأستريح

.....

أنا قنديل ..

توقده الشمس..

أنا موشحٌ أندلسي..

يطربُ لأغاني الأمس

.....

دع هذه الموسيقى.. تدور وتدور

.....

أيها القادم ..من رماد ارتيابي

ما الذي يغريك في شتائي؟

طيفكَ العشريني...

بماذا بعدُ... سيعدني؟

ذاك الوجه ..

وتلك العينان

بماذا ستغريني؟

.....

انبلاجك في الأفق

يأذن للطوفان

عبثا...

تكفنُ ملاءتي...صراخي والنحيب

.....

لا تخبرني..عمّا تحمله قوافلك

لا تخبرني..عما يؤرق ليلك

ولا تحدثني عن ألوان هواجسك

ليس لديّ ..ما أهب

فما تبقى شيءٌ..من زاد سنيني

.....

دع هذه الموسيقى تدور ..وتدور

دع الوجد ..وارتيابي يبحران

كالفلك المسحور

فأنت يا مُنى النفس... إعصار

غير الركام والحطام

لا يُهديني

.....

ليس صُدفة...أننا عشقنا

وأننا كنا..الحكاية..

في صدَف الوقت

لم يكن صدفة

زحف الجليد... إلينا

وسقوطنا...الجليل

من الشجر

نحن اخترنا النهايات

واخترنا ..

أكل المحرم

من الثمر..

.....

كما لم يكن صدفة..

أن يصاهر مُدني ...المغيب

وألاّ تتركَ لي غير...

خريف ..يراقصني

يخوضُ معي ..حوارا عقيما..عقيما

فيما تمضي أنتَ...بعيدا عني

وتقتلني ..

Thursday, December 3, 2009

أنهُ...تشرين


عند شباكي..

تصفرُ ريح تشرين

كأنها تقرأ وجدي

كأنها تشاطرني ..الأنين

.....

تتساقطُ أوراق الشجر

المواسم.. ينالها الضجر

تهاجر النوارس...

وترحل اللقالق

يُمسي وحيدا ...ذاك النهر

......

اجرِ يانهر..

قبل أن ينالك الجفاف

فكل السنين باتت...عجاف

جرفك..يشتاق لأحاديث الأمس

ونديمك اليوم ..صار الحجر

أجرِ ..والتقيني

عند كوخ الطين...

قبّل.. رداء الوبر

مّر..عند بيتنا العتيق

وانصت لغناء الربابة والوتر

لنختم يانهر...المطاف

نتوسم حلما...قادما

من آخر المسافات

من آخر الضياعات

أما تعبتَ من الوحدة...

ومن عيش الكفاف؟

.....

الليل يحتضن الجبل

للقلق...حفيف

ايقظ الأضواء

دعها تومضُ..عند الهضاب

ليبقى نابضا...هذا الأزل

وارقب ... الريح

تلوّح بالخرق المعلقة..

وتدور بأوراق الشجر

ترقص ...

رقصةً..للقمر

.....

متعبٌ أنت ...يانهر

يغريك تشرين ...بالمطر

برقاد يأخذ العمر في غيبوبة البنفسج

...لا تأمل...

الغيوم ...تأتي و ترحل...

على..عجَل

تتركنا تائهين...مجرّدين

نحرث الصمت في محطات الكدح والترقب

فاوقد النار...

واعزف الألحان...

ولنرقص لليل...للقمر

2009-12-01


Tuesday, November 24, 2009

صبح بيروت


ضميني إليك ..

صبحكِ.. جميل جميل

.....

الشمس هنا تشبه بلادي

للرطوبة رائحةُ ..نيسان

حتى الحروب فيكِ .. تشبه بلادي

على الهوية...يقتل الأنسان

.....

ياعذراء

انثري السلام من سفح الجبل

ماأحوجنا ياعذراء لمعجزة

تزرعُ في قلوبنا الأمل

.....

الصبح في هذا الحي

مليء بالبهجة

*(كان الزمان ..وكان)

تغني النوافذُ والجدران

البارود..أكل الدكان

لاتحزني يابنت الجيران

دع حنا...يبقى سكران

فالصحو يبعث على ..الغثيان

.....

*(كان الزمان ..وكان)

غنّي ..يا صبيّة

أمةُ الفتوحات...صارت اليوم سبيّة

.....

المنارة تكتظ بالحظور

بياعُ الشاي و الذرة

ياصبحك ياباريس...ما أجمله

.....

سكن البحر..ونامت النوارس

ياحكواتي...خبّرهم

عن *الناصر و مجد الفوارس

..فأنا أخشى أن لا يعرفَ الأحفادُ

غير عنترة

وعنترةَ بريءٌ من الدم ..والمجزرة

.....

يابيروت أدعو لك بالسعادة

وأن ينجيك الله من سيناريوهات الأبادة

.....

وأنت..

ياوجهكَ المشرق ِ..كصبح بيروت

وشعركَ الفاحمُ..كليل بيروت

في حقيبة يدي..كتابٌ

..فيه أشعاري

اقرأه..ُستعرفُ من أنا

وتعشقَ..أخباري

د هناء القاضي

‏05‏/10‏/2009‏ 06:05:00 م

*أغنية فيروز

*الناصر صلاح الدين الأيوبي

Sunday, November 15, 2009

ليل وشتاء...ومنفى


شجرة المشمش...

تحتفظ بوريقاتها

تراقص نافذتي ..وبقايا صيف

.....

وفي ذاك الفناء..أرجوحةٌ تغني

على وهم موعد

يغزل من صرير الريح

أجزاء ..طيف

......

ماله متلهف للقدوم هذا الشتاء؟

حاملا حقائب الوحدة والبكاء

.....

هذا المطر..يبعثُ احتراقي

..لاتزال مبلولةً

كلُ قصائد شتائي ..الماضي

.....

رأيتكَ ترحلُ

تحت جنح غيب

بماذا يُغريكَ ذاك المدى الأهوج

يعرّيكَ من ورقتك الأخيرة

وأنت ترقص له ..وتثمل؟

.....

..يبكي عليك الليل

...... .....

ستعبثُ بي وتقول..

أن حقبتنا تتهاوى

وأن مجد هوانا..هزيل

على عكاز..يتوكأ

.....

هذه الحجرةُ..

ضريحي في المنفى

حفرتُ على جدرانها ..كل الأسماء

دوّنتُ فيها ..كل الأشياء

ونثرت الرفات في كل الزوايا

.....

لو ظلّ في قلبك...شيءٌ من بقايا

اتلُ صلاة الغفران

علّ شمسا تشرق في مدن الرخام

فتفوح رائحة تراب ..يلثم المطر

..ويكون..الشتاء

غير هذا الشتاء

وليل يقسمُ بسحر الكواكب

وأنجم.. تومض

حين تغني المراكب

دهناء القاضي

4\11\2009

Tuesday, October 27, 2009

يوم الشمس



إلى روح شهداء يوم الأحد الدامي 25\10\2009

كانت ليلة قمر

وأنا أغط في نوم عميق

.....

صحوت على ضجيج مركبات

وجسورٍ تحادث النهر

كنتُ في الأمس

وكان يوم ..شمس

.....

أومى إليّ غلام

يحمل على كتفه..صينية حلوى

.....

مشينا في درابينَ..أبوابها خشب

شناشيلها تتعانق وتتهامس

يمرّ من بينها شعاع..

بلون الذهب

.....

...وقف الغلام

قلتُ...ياصغيري

جعلتني أسرحُ معك..بين العقود

وهذه الجدران..تحكي تاريخ مجد

هيا..

أتريد شيئا من النقود؟

أم لديك شيئا تبيعُني؟

يصمتُ الغلام...ولا يُجيبني

.....

أشاح بوجهه

وأشار بأصبعه إلى آخر الزقاق

رأيت باحات لونها

..أحمرٌ قاني

أختلطت فيها الدماء باللهب

رأيتُ أشلاءً..وأوصالا متقطّعة

وحناجرَ من الصراخ..ممزقة

.....

أشار الغلامُ إلى جُثتهِ المحترقة

تناثرت بجانبها صينية الحلوى

قال..

فجرّوا الشمس في بلادي..

شوهوا الأزهار ..واللُعَب

أمي ..ستفتش عني

سيصبح قلبها حطب

أمي لن تحتمل ..فراقي

فبيتنا من البكاء والعويل ..

قد تعب

اسئليهم...ماذنبُ بلادي

ماذنبُ الطفولة

تحرَقُ في المهد؟

اكتبي ..اكتبي عنا سيدتي

اكتبي عن يوم الشمس الدامي

واسئليهم من الملام...

ومن الجاني؟؟

د هناء القاضي

26\10\2009

Wednesday, October 21, 2009

نعاس


حجرة ..

ترقد فيها الأساطير

تحتفظ ...بكل رطوبة المنافى

الليل ...
يمتدّ إلى مالا فجر
ماأغباه..

يعدني بجسر من الأمنيات
والجسور في بلاد الشمس...تُفجّر

.....
كيف لهذه الحجرة..؟

أن تحتضن الصدى

كيف لها أن تراود المدى..؟

بضجيج الملاعق ..وأواني الخزف

في زمان ..من الترف

وكيف إذا ما تنصّتُ عبر الجدار؟

سمعتُ من مسافات.. عقود

أحاديث الكؤوس

تتنقل..بين الوجوه والتحف!
.....

ذاك عهدٌ..وهّاج

ملؤه أحاج

وهنا عهدٌ..نحياه على مضض

.....

عيناكَ...كيف أتحاشاهما؟

وبيني وبينهما

عتابٌ وحديثٌ طويل

...خرساءٌ هذه الصور

عيناك..كيف أتجاهلهما

وهما ..لي

نارٌ..وشرر

.....

ما لهذا النعاس..لا يصاحبني

لم يفرّ مني..ويتركني!

.....

حجرة مسكونة بالأساطير

تأخذني كل ليلة...

إلى قرىً نهرية

تصرع الوحوش والأساطيل

تطلق أهازيجا وأغنيات شعبية

تلثمني...

تمنّ علي ..بالوجود

تكتبني مسلّة...على طين النهر

تهبني ..الخلود

والحياة الأبدية

2009-10-19


Monday, October 12, 2009

أمنيات..في حضرة الليل

في مغارة..
مازال يتودد إليها التاريخ

همستُ بأحلام يقظتي..لحجر صغير
رقد في قاع بركة ..
مع آلآف الأمنيات
.....
منذ عقود ..والليل يعدني
بريح قطبية..
تطفيء نار المنافي
بشعاع شمس يلامس قطرة جليد
ليولد قوس قزح ..
من جديد
....
منذ ضياع ..وأنا
أحلم أن أراقص الأقمار في النهر
أطفو على غلالة الليل
يشاركني الغناء..ناي وحيد
تعب َمثلي ...من السفر
.....
منذ اغتراب..
وهم يخبروني عن سحنتك الجميلة
عن طيور تشكّل دوائر
فوق حقول عباد الشمس
عن لقالق ..ونوارس تولد من رمل شطآنك

تحاصرني تراتيل ذاكرتك

تختفي حشرجة النجوم
يلوح لي قمر..
عند شق الوقت
.....
أتعلق قنديلا ..في سماواتك
أجوب ..حدائق الروح
فقد يصدف أنك تغفو
عند دالية ورد
.. أجثو قربك
تنتابني دغدغة..دفء غريب
فلا يعود يقتلني ..مايحمل هذا الليل
...المنفى...من برد

Friday, October 2, 2009

تقاسيم ناي..ومنارة


تلك السيدة ..وكهل
يرافقها كل صبح..
على الطريق المرصوصة بالحجر
.....
يطالعُ جريدته
يتأملُ يومه...
هي..
تشاركه فنجان قهوة عند الشرفة
المطلة على البحر

...في آخر الليل
يطبع قبلة على وجنتها
يحتظنها في روحه..
.....
بين بغداد وبيروت
عذراءٌ محاصرةٌ..بالبنادق
وأميرةٌ..حفروا حولها الخنادق
وتأريخ له ألف وجه
يتبهرج بالكلمات والحروف
ليذبح الألوف
.....
بين بغداد وبيروت
ناي يغني للنهر
ورجع موال وميجنا يصدح..
في عرض البحر
يثير غبطة النوارس
*وباريس قبلتها المنارة
*وصخرة للموت..ياليت التاريخ يلقي عندها
خيبته و يعلنُ اندحاره...
ربما..ربما يستعيد شيئا من كرامته
ويغسل عاره
.....
بين بيروت ..وبيني
نهارٌ هرِمٌ
...وحجرة
باع التاريخ فيها...إرثه
وتخلى عن قسمه..ووعده
.....
قبلةٌ..
يطبعها الصمت
أحتضن ...وجهك..
أرددُ تقاسيم ناي ..وحيد
وأحلم بفجر...لا تضيعّني آثاره




2009-09-24

*شارع الكورنيش أو المنارة في بيروت يسمى أيضا بشارع باريس
*صخرة الأنتحار في بيروت

Tuesday, September 15, 2009

الوتر السادس

حين وجدتك تباغت.. يومي
لم أدر ِ..أني سأتناثر شظايا
لم أدرِ...حين قلت
منك ..أنتهيت
هناك الكثير من البقايا...
.....
حدقت فيك مليا..
.. لم تلحظني
وجهك ..
يثير دهشة وفضول المرايا!
.....
أنتْ لا..ما تغيرتْ
وأنا مازلت...
منذ عقود
أفسرك بنفس المنطق
.....
لم أقوَ على مغادرة اللحظات ألتي
...واكبتني بك
ما أروع أن تشهد سقوطك..
ساعة قرع الأنخاب
ما أروع أن ترقب القلب ..
يمشي بخطى متهالكة
..في أزقة تحتضن الضباب
.....
أظفارك ..
تخربش جدران صلابتي

.....
من مقعدي
أتمعن الثلج المتكدّس في رضابك
أيماءات أصابعك
عينيك
الخريف ...
لم يقتل بهائك
.....
أنت غادرتني ..من بعيد

وياليتك يوم الرحيل..
أغلقتَ بوجهي..بابك

Sunday, September 6, 2009

سيدي البعيد 10

أنه الموسم الخامس ..يا بعيدي
الريح توشوش للخريف
والسكون من حولي..مخيف
.....
قريبة هي المسافات

لم يبقينا الوقت في الغياب
أتراه قد هرم الناي
وملّ منا..الغناء؟
.....

لم وحدك..
تفترش بياض العمر
يبعث في روحي السكون
..إعصارك!
...
قل لي...
كيف بأمكانك؟
أن تبقيني طيرا مسجون..
خلف قضبانك؟
.....
كم...نشبه صندوق العجائب!
ممتلئين حدّ التخمة ..بالغرائب
.....
أنه الموسم الخامس ...يابعيدي
وأنا غارقة فيك...
ولا أقوى على الخروج منك
أداوي قروح السلاسل
أردد ...ألحانك

.....
..كيف يرسمنا هذا الكون؟
وماذا تسمي ..مابحصل لي؟
تشتت , ضياع , تمزق..أم هوس حدّ الجنون ..

Sunday, August 30, 2009

مقهى الذاكرة 7

في بيتنا طقوس جميلة لشرب الشاي
اليوم يانادل سنحتسيه على طريقتي
ونسمع أغنيةً هي ...مفضلّتي


يانجمةعونج يانجمة متعلية وتشوفين
شينيمة كلبي شينيمة نامت كلوب الناس..

كلبي شينيمة

كلمات الشاعر كاظم الركابي غناء حسين نعمة

كانت أمي تقول
لا تعّدي النجوم..
تأملي فيها ..واطيلي النظر
فلكل نجمة..قصة وخبر
.....

ما أجمل المساءات قرب الأضرحة..في بلادي
إحتفال الأضواء
باحات تعج بعباءات النساء
بانوراما ساحرة ترسم المكان
وأنا في ركن...
أستذكر ..وأطيل الدعاء
.....
هناك المساءات لاتشبه أي مساء
.....
كم تغير الحال يانادل!
لا رجع ناي يؤنس السحر
ولا شدوُ.. للعنادل
كأنه مرّت عقودٌ
والآن حين أنظر للسماء
أراها مرصعة بوجوه البشر
.....
(أنا بحلم لو يقظ تأخذني فرحة عيد
أنصب مراجيح ودك لليل خله يزيد

يانجمة ريت العشق ياخذنا مرة بعيد)
.....

هو..لا يأتي
لا يكبدّ نفسه العناء
أتدري..
حين يكون معي...
أصير من أسعد النساء
يمطرني الكون قرنفلا
وأولد نجمة متوحّدة به..في السماء
.....
هو وحده..
بأمكانه أن يضفي على يومي
وعلى جلدي ..كلّ ذلك البهاء؟
.....
غريبة هذه السعادة..يانادل...!
حين ترحل...لاتترك
سوى الخواء
وأنا...آه
كم أكره البكاء
.....
كانت أمي تقول
...لا تعدّي النجوم
وها أنا أحصيها والعمر بي يطول
وكل من حولي رحل
أخالني ...مثل بنات نعش
أحمل كفني..وأبحث عن قاتلي
لاظفرت بالوصل...
ولا الوصل بي...ظفر

Friday, August 28, 2009

سيدي البعيد 8

أترى الوقت ..يسخر منا
يكتبنا فصول رواية
وقال...لا محال
سعيدة هي النهاية
فأذا نحن...شخوص نحترف الشقاء

أفلتنا الخيوط
وليس بأمكاننا العودة...للبداية

.....
يابعيدي
كيف تحتوي ما بيننا من مسافات
كيف بمنأى عن هواي... تعتكف
وقلبك..هل مات؟
وما عاد لذكري ..يرتجف؟

.....

الهواجس..ترمي نردها
..تأكلني الظنون
قل لي ..أنا لك..ماذا أكون؟
.....
وحدي..
أنصتُ لزفير أحلامي
بكاء حدائقي

أفتح ذراعي لليل.. للريح
كي ..تراقصني

ندور ..ندور
..حول نفسي أدور
لا أحد يسمع غنائي
أو..يرافقني


.....

Monday, August 17, 2009

سيدي البعيد 9


أنا الوريتة الأثيرة..لآخر سلالات الوجد
ولا أكف ّعن التفكير بك يابعيدي

.....
قالوا أنك َ..تغيرت كثيرا
وأنا من مسافاتي ..
لمحتُ فيك التعب
غبار الألم..علق يأصابعي
وأنا أمسدّ جبين الوقت
.....

أنت لم تزل..أنت
سيد موسومٌ ببلاد الشمس
معمّدٌ بماء النهر

يالسذاجتهم...
لا أحد يعرفك َ مثلي

.....
أحيانا أشعر كأن شيئا ما
ينقرُ شرفات الروح
يفتح بوابة ذاكرتي..على قنديل يتأرجح
في أزقة تضج بأشيائنا
..بحضورنا

كأن الزمان يعود..لنا
وكل الوعود تصبّ..بنا

.....

في الليل...
أنصتُ لغناء الحدائق
يغبطني ... نقيق الضفادع
تداعبُ الريح جدائلي
كما لو أنكَ..هنا

.....
ما زلتُ أخافُ الظلام..يابعيدي
..ما أحتاجه الآن شيء من الضجيج
ربما موسيقى وأغنيات
تدندن
ليداهم عيني ..النوم

Tuesday, August 11, 2009

الآخر ..فيك


كتراتيل قيثارة
تراقص وجه الريح
كحبات ندى ..
تنشدُ في فناء الخريف
تمرُ بمدني العتيقة
تكسرّ أوتاد رتابتي
أغمض عيوني عليك
وأبدأ الرحيل ..فيك

...

آلهة غياب ..أنتْ
تنثر طقوس البعد
نقوشا على مسّلة الوقت
.....
تحرضنّي المساءات
تخُبرني ..أن عقودا بيني وبينك
وأن لغة الوقت لن تترجمنا

.....
أعرف أننا ... تغيرنا كثيرا
لكني لا أزال أبكي وأشتاق
للآخر ألذي مات فينا

.....
نعم قاتلتُ..لأحتفظ بك
حين وقفت ُعلى عتبات قلبك
أعلنتُ..هزيمتي
.....
أحجب ُعنكَ َ حضوري
أخفي عنك.. ذاكرة أشيائي

أرُيدكَ في النسيان...أفضل مني
فلا يتسلل بصيص مني إليك
فتأتيني يوما
لأني ..لا أريدك أنت
بل أريد الآخر الذي
..مات فيك

Wednesday, July 29, 2009

لوني المفضّل

هنا العالم يغلق بوابته

لاشيء يشبهُ..عقودي السالفة
وأنا أعدّ فناجين وحدتي...
ثلاثة... أربعة ..ستة..

للماضي ..نكهة حين أتفرّس الشارع
من زجاج نافذتي


حضورك َفي الذاكرة ..موسيقى
تتراقص في أزقتي الخالية

تلحقُ خطاك..

تمازحُ حجر الطريق

.....

لليل شكل ..واحد

منذ هاجرت مدني
وأنا أرتشف ُ سكونه

أترجم عبثية الوقت

.....

..أحُبكْ..لم أقلها من بعيد

تدورُ في جسدي

كعطر ٍسجين

.....
أقايض وحدتي ..بضجيج الشارع
بتفاصيلك الصغيرة..ألتي
أحتفظ بها


قميصك النائم..في خزانتي

يعرفُ أنك لون حلمي ..المفضّل
وأنك سيد أسفاري
وأنتَ بساتين بلادي...ألتي
أربكها الحريق...

والدمار ألذي تسلل ..لروحي

......

أسترجعُ كل الأشياء

أرسمها بدقة

أختار أحلاما بحجم أشتياقي

لصباحات

تفتحُ نوافذي على دالية ورد
ورائحة الشاي...في مطبخي

أضمّ يدي إلى صدري

أشهقُ فرحا...

صوتكَ الآتي...من قريب


Sunday, July 19, 2009

مقهى الذاكرة 6

شوارعٌ في بلادي تعرفني
شارع يعانق جبل
شارع يصافح النخل
وشارع حين قطعته..أيقنت أني
سأبكي طول الأزل
.....
الليل زائل
ايها النادل
نهارات الوحدة..تلاحقني
تعال نمشط الشوارع
فأنفاسي تضيق
والوقت يطبق عليّ..كالسلاسل
.....
كم يذكّرني هذا الشارع ..بمدينتي
طريقٌ أمشيه..لمدرستي
أمسك بيد أخواي
يركض خلفي..ابن جارنا
كسرب حمام في ضؤ النهار
نشدّ رحالنا
.....
على دراجة يأتيني أخي
وأنا أحملُ كرّاسي وكتبي
الشباب يزهو بنا
يملأ المدى..ضحكنا
.....
نحيفا كان أخي
يافعا كان..أخي
أخذوه ..ذات نهار
وقالوا...
محظورٌ العزاء والنعي!!
سكت ..بيتنا
صار الشارع حزين
وأمي ..أعياها الأنين
وأنا..
يتقدّ في ّ اللهب
ويصبح ُ حزني..غضب
.....
أبي يفارقه النوم
وجه أمي يذبلُ كلّ يوم
تخاطبُ نفسها..تقول
أن أخي ..لم يمت!!
.....
حملتُ صورة أخي في أوردتي
أيقنتُ ..خاسرة ًمحكمتي
.....
سألني الشارع عن أخي
سألتني ..الدراجة
خِفت ُ أن أقول لهما..الأجابة
صفق لي..جُبني
قال..أني قد أثبتُ جدارة!!
.....
بالأمس حلمت بالشارع
عاتبني وكان دامع العين
قلتُ..
مشيئة الأقدار
أن أفارق ..داري
أشرب ماء ملح
أغمس في الجفاف أيامي
.....
لا تسأل...
يانادل..متى إبتدأ النزيف
منذ سلبوا أقماري
منذ أنطفأ البريق في عيني ..أمي
وقصمت شوكة ..
صدر أبي
منذ قدّت من كل دبر..بلادي
بدأت الكلمات تنزفُ...في أشعاري
.....

انصت ..لغناء المآذن
الليل ..زائل
سيشرق فجر
ودماء الموتى ستنبت
نخيلا..وسنابل

Wednesday, July 15, 2009

يوم


..َضِجرا يغادرني الليل

أول بصيص ضوء يسبح في حجرتي

يفتحُ حقائب ..الوجد

وجهكَ المطوّق بالنرجس

يمنح يومي..ضوء النهار

ترقص فصولي النائمة

تجاعيد الأنتظار..تتجملّ

..تغرقُ نفسها بالعطور

..تتربصُ بك في أزقة البوح

تفرش طاولة ...لقاء

وانتظار ٍ...خجل

ينام على عشب اللهفة

..يعدّ الوقت

..إن لم تأت

كتبت ُ ألف أنشودة ..في رثائي

.....

المقهى يزدحم بالحضور

موسيقى فرنسية..تعزف أيقاعا لعينيك

لظلك..الرابض خلف حصن مدني

ومدني تناثرت في اللامكان

موسيقى ..تعزف على أيقاع ترقبي

لرائحة حضورك..

..تربكني في ألق اللحظة

..لحديث أصابعك على الطاولة

حين تمرّ بيدي

كم طريقا..ستمنح كّفي!!

.....

بين الوافدين..ألمح وجهك يضحك لي

يندهش من تسمري على المقعد

من إحتفاليتي..ب لا شيء

يُشرّط ُ ندبي...

يعتصرني وجع

بمرارة طعم وحدتي

فأتساءل..عن نهاية هذا التيه!
.....
يصفع إنتظاري

فنجان قهوتي البارد...بين يدي

تترنح طاولتي
فوق إنكسارات روحي

يعبرني اليوم..كالذي قبله وقبله

يغادرني بين المارّة

يختفي بين الأزقة

لا يترك لي سوى ..الانشطار