سيدي البعيد 4

أخافُ من وحدتي
أخافُ من غربتي

أخافُ أن تقولَ لي..يوما
أنك لم تستهوي ..رسائلي
..وأنكَ لم تقرأ... بريدي

أخافُ أن تنساني المرايا
وتملّ أحاديثي ..الزوايا
وأذوى في البعد...
وتنساني. ..الحكايا

أخافُ أن تقولَ لي..يوما
أنك نسيتني...وأحببتَ سوايا

...........

الصيف يمر مسرعاً..امام شباكي
لا أضاء لي ..قنديلا
ولا نثر وروداً في دربي
ولا زرع نجوماً..في أحداقي


............

يراودُ الخريف ُ..ستائري
يلهو بشَعري
ويعبثُ بكتبي..وأوراقي

...........

أخافُ أن تهرمَ الكلماتُ ..في صدري
وتتبلدُ الدموع..في جفني
أخافُ أن أصحا ..يوما ولا أجدُ من أكتبَ له
حُبي ..وأشواقي

لو كان بأمكاني

لو كان بأمكاني..
أن أحب ثانيةً
ربما..سأحُبك أنت
لو قدّر لي أن أعشقَ...ثانيةً
ستكون أنت ..عشقي الثاني

لو كان بأمكاني..أن أراود أحلامي
وأدعوا قصص الحبَ..ذات مساءٍ.لنقرأني
وبين سطورها...تنساني
وزارتني جنيات العشق.. ووشوشت لي
وأخذتني
من زهرةٍ..لزهرةٍ
ومن بستانٍ...لبستانِ

وأغرتني النجوم
أن أدنو..منها
وقطفتها..كالكروم
ونثرتها على وجنتي...وفستاني
وزرعتُ سواد الليل..في شَعري

وأطلقتُ العنان للأشواق
أن تركضَ..في شرياني

حينها..جئني فارسا على حصانٍ أبيضٍ
دقّ حافراٍ في الأرض
وآخر في ..وجداني

وأحملني لمكانٍ..غير المكان
وزمانٍ..غير الزمان
علّنا نكتشفُ دويلات عشقٍ

لم يعبث بها الزيف
ولم تطرق أبوابها ..الأحزان

من..يكون

ويسألوني عنك...
من ..تكون؟!!!
فأجُيبُ...هو
وعدٌ..ببال الظنون
أمُنياتٌ..فوق التمني
سرابٌ يولدُ في قلبي..ويفنى
قبل أن يكون

هو..
وشوشةُ الجنيات في ربيع الصبا
وحديثُ الفراشات في الحقول

هو ..
ضحكاتي..حماقاتي, وثوراتي
هو..
طعناتٌ في صدري...وإنكساراتي
وذلك الخيط الرفيع
بين المسّ..والجنون
.......
حين يمّر الشتاء..ببابي
وتتراقصُ حبات المطر..على شباكي
يتعثرُ عندها الزمان
بين ..ماضٍ..وحاضر
فتمّر أنتَ...كالومضة في الخاطر
وللحظات..تجعلني أشقى...فأكابر
وتشعِلَ فيّ الروحِ...نارا
وتغادر!!
فأرشفُ قدحَ الشاي...أمامي
وأفرشُ الكلمات في ...الدفاتر

وقررتُ أن ..أستريح

وقررتُ ...أن أستريح
من هذا الوجد الذي...يجتاحني
من هذا الحزن الذي...ينتابني
من هذا النزف الذي يرهقني..
وموتي.. يبيح
قررتُ أن أغُمضَ عيني
وأسُلم نفسي ..للريح

قررتُ
أن أفرغ َ من هذا الحب..حقائبئ
وأغلقَ بوجههِ..دفاتري
لن الوح له
..لو رفرف كاليمام في سمائي
لن أرتمي في أحضانه..لو جائني يلهثُ
من بعيد
سأغلقُ بوجهه بابي..
وأتركه في برد الشتاء..وحيد

......
لن تكون أولَ شيءٍ أفُكر به..في الصباح
لن أتركَ وجهك الجميل..يعبثُ بخاطري
أو.. يضحك..في الأقداح
لن أكتب فيك شعراً لافي المساء..
ولا في الصباح

......

سأعيدُ للوراء... دوران العقارب
سأرمي كل أسلحتي..وأبترُ كلّ مالديّ من مخالب
وأنعمُ... باستراحة المحارب
فما جدوى القتال ...إذا أنت
تخوضُ حرباً...
..لا مغلوبٌ فيها..ولا غالب

مقامات الغربة 2

ما تذكرّت عايفكم ..وعفتوني ردّ من جديد ألشوق بين عيوني
ولو ما أحس.. إعبرت عتبة داركم وإلتّمت بروحي المحّنة..وأشتهيت أخباركم

يم داركم...غناء حميد منصور

حين لا أرى طيفك من حولي
أبحثُ عنك في أروقة الغياب
أسأل عنك أفكاري وظنوني
أستجمعُ لهاث العمر..و أطرق الابواب
حتى إذا أعياني الشوقُ..وهاجت شجونيُ
أراك َمتربعا كالملك في ثنايا حاضري
ضاحكاً...منتظراً..قدومي

.........

قالوا لي
أنك تعشقُ إمرأةً..غيري
وأنك نسيت شكلي ونسيت لون شعري
وعيوني
قالوا إنها تسكنُ..داري
وتنبشُ..اسراري

تفتحُ خزانتي..تلبس ُ ثيابي
وتضع ُ..عطوري!!


قلتُ...
فليعشق من يشاء
وليحبَ..كل النساء
وليدّعي أنهُ نساني..وأنهُ كفر بحبي وجنوني

فلماذا كلما جائهُ..ذكري
جفّ..فاه, وأرتعشتْ..يداه
وأدمعتْ..عيناه
وتملكه ُ الأسى ..والشجون؟!! ِِِ

......

أنت ...والوطن
تثيران في النفس الشجن
أحملكما معي..كالوشمِ...في البدن

......
حين تعلنُ قوافل الروح.. الرحيل
وتحرر الخيول لجامها..وتكفّ عن الصهيل
وينطفي في داخلي... ذلك البريق
سأدلي الشهادة
وأغمضُ عليكما...عيوني

أمسية...وأصدقاء

في ذلك المساء
لاشيء أروع من تلك الموسيقى
وهي تحلقُ في الفضاء
تغسلني.. كالمطر
ببرود ..ومن الأمس البعيد
..أمنية حمقاء تورقُ
من قلب الضجر


..........

شاركني نخب اللقاء
وكن رفيقي هذا المساء
حدثني بشتى المواضيع
حدثني مثلاً... عمن أحببت من النساء
وسأسمعك من ألالف..للياء


.........
ليكن حديثك طويلا..بغير إنقطاع
علّ ضياعي فيك..يصلُ نهايةً
وأيقنُ أنك محالٌ
وأن دروبنا ...بغير إلتقاء

........
أوشكت أمسيتي على الأنتهاء
وحين تودعني
و تمدّ يديك لتصافح.. يدي
سينتابني ذلك الشعور الغريب
وأودُّ لو تبقى...مني قريب
وسرعان ما أدركُ أن ما أفكر به...هراء
فمشيئةُ السماء
أن نظلّ...أصدقاء